Mengenai Saya

Foto saya
Aku ingin seperti Padi, semakin ia berisi, semakin ia merunduk...

Minggu, 25 Desember 2011

الإعجاز التشريعي

الباب الأول
أساسيات البحث
‌أ.       خلفية البحث
عرفنا أن القرآن هو كلام الله الذي نزل به روح الآمين على قلب رسول الله محمد ابن عبد الله بألفاظه العربية ومعانيه الحقة، ليكون حجة للرسول على أنه رسول الله، ودستورا للناس يهتدون بهداه، وقربة يتعبدون بتلاوته. وهو المدون بين دفتي المصحف، المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس، المنقول الينا بالتواتر كتابة ومشافهة جيلا عن جيل محفوظا من أي تغير أو تبديل مصداق قول الله سبحانه فيه (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )).[1]
والقرآن الكريم تحدى به النبي صلى الله عليه وسلم العرب، وقد عجزوا عن معارضته مع طول باعهم في الفصاحة والبلاغة، ومثل هذا لايكون إلا معجزا.[2]
والححقيقة أن القرآن معجز بكل مايتحمله هذا اللفظ من معنى : الأول فهو معجز في ألفاظه وأسلوبه، والحرف الواحد منه في موضعه من الإعجاز الذي لايغنى عنه غيره في تماسك الكلمة، والكلمة في موضعها من الإعجاز في تماسك الجملة، والجملة في موضعها من الإعجاز في تماسك الآية. والثاني وهو معجز في بيانه ونظمه، يجد فيه القارئ صورة حية للحياة والكون والإنسان وهو معجز في معانيه التي كشفت الستار عن الحقيقة الإنسانية ورسالتها في الوجود. والثالث وهو معجز بعلومه ومعارفه التي أثبت العلم الحديث من حقائقها المغيبة. والرابع وهو معجز في تشريعه صيانته لحقوق الإنسان وتكوين المجتمع مثالي تسعد الدنيا على يديه.[3]
الحديث عن الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم حديث عن النظام الخالد للكون وما فيها، فالذي أبدع الكون من العدم وأوجد فيه من المخلوقات مالا يحصى عددا وجعل أشرف هذه المخلوقات وأكرمها بني آدم، قد اختار لهذا المخلوق المعزز دستورا في الحياة ينظم سلوكه في الدنيا وعلاقته بنفسه وبخالقه سبحانه وتعالى، ورتب نتائج دنيوية وأخروية على نتيجة سيره وفق هذا الدستور الإلهي الكريم، حيث يحصل الإنسان على الطمأنينة والعزة والرفاه في الدنيا ويشعر بإنسانيته الحقة، ويدرك الحكمة الإلهية من خلقه وإيجاده وتفصيله على سائر المخلوقات، كما ضمن الله سبحانه وتعالى له السعادة في الآخرة استمرارا لسعادتته الدنيوية ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف : 32][4]  
‌ب. مسئلة البحث
بناء على خلفية البحث فمشكلات البحث من هذه المقالة هي مايلي :
1.   ما المفهوم من الإعجاز التشريعي؟
2.   ماهي قسم من أقسام مظاهر الإعجاز التشريعي؟
‌ج.  أغراض البحث
فأغراض البحث من هذا البحث الذي يجيب المسئلة من مشكلات البحث. إذ أغراض هذا البحث هي :
1.   لمعرفة مفهوم الإعجاز التشريعي من القرآن.
2.   لمعرفة قسم من أقسام مظاهر الإعجاز التشريعي.
‌د.     أهمية البحث
ان أهمية هذا البحث هي أن يتناول الحديث عن منزلة الإعجاز التشريعي بين أوجه إعجاز القرآن الأخرى، والتنويه بشدة الحاجة إليه في جميع الأزمان والأعصار، وبيان قدرة جميع الطبقات والمستويات على إدراكه وتقديره خلافاً للإعجاز اللغوي والعلمي.
‌ه.   حدود البحث
أن الحدود من هذا البحث هي أن يحدد الباحث عن الإعجاز القرآن التشريعي في ناحية مفهوم من الإعجاز التشريعي ومظاهرها تشريعياً.




الباب الثاني
عرض البيانات

‌أ.       مفهوم الإعجاز التشريعي
قبل أن نبحث عن الإعجاز التشريعي فمهم لنا أن نبحث عن معنى الإعجاز إجمالا. أن الإعجاز في اللغة : إثبات العجز، والعجز في التعارف : اسم للقصور عن فعل الشيء. وهو ضد القدرة، واذا ثبت الاعجاز ظهرت قدرة المعجز، والمراد من اعجاز هنا : إظهار صدق النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة الرسالة بإظهار عجز العرب عن معارضته في معجزته الخالدة – وهي القرآن – وعجز الأجيال بعدهم.[5]
ومن وجوه الإعجاز ومظاهره البارزة في القرآن ماتضمنه هذا الكتاب من التشريع العظيم الدقيق، المتعلق بشتى مرافق الحياة الخاصة والعامة، يتناولها منذ البداية حتى النهاية، لايدع جانيا من جوانبها إلا ويضع له من الحلول والتنظيمات ماهو فريد في بابه، لم يسبق اليه شرع قبله ولالحق به تقنين بعده. ويدل على ذلك : أن هذا التشريع – كان ولايزال – يحسب حسابه فب كل مجال يبحث فيه شأن التشريع والقوانين ويضعه العلماء على هذا الفنّ في مقدمة المصادر التي يستفاد منها ويعتمد عليها.[6]
الإعجاز التشريعي عبارة واسعة المجال تشمل كل ما شرعه الله تعالى لعباده، فهو بعبارة أخرى المنهج الذي أراده الله لعباده أن يسلكوه ويأتمروا به قال تعالى: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً﴾[المائدة: 48]. فالقرآن الكريم هو مصدر التشريع للمسلمين ثم يأتي بعده الحديث الشريف الذي خرج من مشكاة النبوة، وكلاهما مصدر تشريع وبيان لكل من آمن بالله وباليوم الآخر، فلا يمكن ولا يصح أن يعتقد المسلم إمكانية صدور منهج آخر من عند غير الله ليكون أصح من منهج الخالق؛ كيف ذلك والله تعالى هو الذي خلق وهو الذي يعلم ما يصلح لعباده؛ هذا ما تقر به كل الفطر السليمة والعقول الصحيحة، لأن صاحب الصنعة هو أعلم بها وبدقائقها وبما ينفعها فيأمر به وبما يضرها فينهاها عنه، أرأيت لو أن إنساناً صنع جهازاً جديداً؛ ألا ترى أن الناس يسألونه عنها ولا يسألون أحداً سواه، ولله المثل الأعلى فما بالنا نحيد عن هذه القاعدة فيما يتعلق بأمورنا وما ينفعنا وما يضرنا؟ أليس الله هو خالقنا؟ أليس هو الذي ركب كل شيء فينا؟ أليس هو الذي خلق فسوى؟ ﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك: 14].[7]
إن الإعجاز القرآن االتشريعي لآية بينة على أن القرآن الذي اشتمل عليه هو كلام الله أنزله على قلب عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من ظلومات الانحراف والضلالة والشقاء الى نور الإيمان والهداية والتمسك بحبل الله المتين : ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [الصف : 9].[8]
‌ب.مظاهر الإعجاز التشريعي
ويتجلى ها المظهر الإعجاز التشريعي فيما يلي :
1.   أن القرآن الكريم يبدأ بتربية الفرد – لأنه لبنة المجتمع – ويقيم تربيته على تحرير وجدانه وتحمله التبعة، يحرر وجدانه بعقيدة التوحيد التي تخلصه من سلطان الخرافة والوهم، وتجعله يشعر بأنه مخلوق الله، يرجع اليه ويفنى كما يوجد بمشيئته : ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الحديد : 3][9]
و إذا صحت عقيدة المسلم أخذ بشرائع القرآن في الفرائض والعبادات التي يراد بها صلاح الفرد، وهو في الوقت نفسه ذات علاقة وثيقة بصلاح المجتمع، وحسب المسلم في تربية أن يقف بين يدي الله جمس مرات في اليوم الواحد لتمتزج حياته بشرع الله، ويتخيل الوازع الأعلى نصب عينه ما بين كل صلاة وصلاة : ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ [العنكبوت : 45]. وناهيك بالزكاة التي تقتلع من النفس جذور الشح : ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [التوبة : 103]. والحج الذي يجمع المسلمين على صعيد واحد : ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾ [الحج : 28].
والقيام بهذه العبادات يربي المسلم على الشعور بالتبعة الفردية التي يقررها القرآن، وينوط بها كل التكليف من تكالف الدين : ﴿كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾ [الطور : 21].
2.   ومن تربية الفرد ينتقل إلى بناء الأسرة، لأنها نواة المجتمع، فشرع الزواج استجابة لغزيرة الجنس، إبقاء على النوع الإنساني في تناسل طاهر ونظيف، وأقام الروابط بينهما على أساس من الود والرحمة، ومراعاة خصائص كل من الرجال والمرأة : ﴿وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم : 21].[10]
3.   ثم يقرر نظام الحكمة الذي يقوم على أساس الشورى والمساواة ومنع السيطرة ﴿وَأَمْرُهُمْ شُوْرى بَيْنَهُمْ﴾ [الشورى : 38]. رائدة العدل : ﴿وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ [النساء : 58]. وطريقة العمل بشرع الله : ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾ [االمائدة : 49]. والعدول عن حكم الله كفر وفسوق وظلم : ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة : 44]، ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾[المائدة : 45]، ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾[المائدة : 47].[11]
4.   ثم يأتي تقرير الأحكام التي من شأنها صيانة الكليات الخمس الضرورية للحياة الإنسانية : الدين والنفس والعرض والعقل والمال. وعلى أساس هذه الصيانة رُتبت العقوبات المنصوصة التي تعرف في الفقه الإسلامي بالجنايات والحدود.[12]
5.   ثم يقرر القرآن العلاقات الدولية في حالتي الحرب والمسلم بين المسلم وجيرانهم أو معاهدهم، وهي أرفع معاملة عرفت في تاريخ الحضارة الإسلامية، قال تعالى : ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [الأنفال : 61]. ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة : 8].[13]
وخلاصة القول : أن القرآن دستور تشريعي كامل، يقيم الحياة الإنسانية على أفضل صورة وأرقى مثال، وسيظل تشريعه وجها من وجوه إعجازه ما بقي الدهر، ولايستطيع أحد أن ينطرو أنه أحدث في العالم أثراً غيّر وجه التاريخ.



الباب الثالث
الإختتام

والخلاصة من هذا البحث سأشرح مايلي :
أ‌.       أن المفهوم من الإعجاز التشريعي هو الإعجاز التشريعي عبارة واسعة المجال تشمل كل ما شرعه الله تعالى لعباده، فهو بعبارة أخرى المنهج الذي أراده الله لعباده أن يسلكوه ويأتمروا به قال تعالى: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً﴾[المائدة: 48].
ب‌. أن المظاهر من الإعجاز التشريعي :
1.   أن القرآن الكريم يبدأ بتربية الفرد – لأنه لبنة المجتمع – ويقيم تربيته على تحرير وجدانه وتحمله التبعة، يحرر وجدانه بعقيدة التوحيد التي تخلصه من سلطان الخرافة والوهم.
2.   ومن تربية الفرد ينتقل إلى بناء الأسرة، لأنها نواة المجتمع.
3.   ثم يقرر نظام الحكمة الذي يقوم على أساس الشورى والمساواة ومنع السيطرة.
4.   ثم يأتي تقرير الأحكام التي من شأنها صيانة الكليات الخمس الضرورية للحياة الإنسانية : الدين والنفس والعرض والعقل والمال.
5.   ثم يقرر القرآن العلاقات الدولية في حالتي الحرب والمسلم بين المسلم وجيرانهم أو معاهدهم.



قائمة المراجع

عبد الوهاب خلاف، علم أصول الفقه (قويت : دار القلم، 1942)
مناع القطان، مباحث في علوم القرآن (الرياض : منشورة العصر الحديث، 1973)
د. مصطفى ديب البغا، الواضح في علوم القرآن (دمشق : دار العلم الطيب، 1998)
د. مصطفى مسلم، مباحث في إعجاز القرآن (ارياض : دار المسلم، 1996)
علي عمر بلعجم، المقالة عن الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم
http://www.jameataleman.org/agas/tasher/tasher8.html


[1] عبد الوهاب خلاف، علم أصول الفقه (قويت : دار القلم، 1942) ص. 23
[2] مناع القطان، مباحث في علوم القرآن (الرياض : منشورة العصر الحديث، 1973) ص. 259
[3] المرجع السابق، مناع القطان. ص 262-263
[4] المرجع السابق، مناع القظان، ص. 249
[5]  مناع القطان، مباحث في علوم القرآن (الرياض : منشورة العصر الحديث، 1973)
[6] د. مصطفى ديب البغا، الواضح في علوم القرآن (دمشق : دار العلم الطيب، 1998) ص. 158
[7] علي عمر بلعجم، المقالة عن الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم (http://www.jameataleman.org/agas/tasher/tasher8.htm)
[8] د. مصطفى مسلم، مباحث في إعجاز القرآن (ارياض : دار المسلم، 1996) ص. 278
[9] المرجع السابق، د. مصطفى ديب البغا ، ص. 158
[10] المرجع السابق، د. مصطفى ديب البغا. ص. 159
[11] نفس المرجع، د. مصطفى ديب البغا.ص. 159
[12] نفس المرجع ، د. مصطفى ديب البغا. ص. 160
[13] نفس المرجع، د. مصطفى ديب البغا. ص. 160

Tidak ada komentar:

Posting Komentar